.
المغرب، الذي يتمتع بساحل غني يمتد لأكثر من 3500 كيلومتر، يحتضن تنوعًا بيولوجيًا بحريًا استثنائيًا. من بين الأنواع البحرية التي تعيش في مياهه، العديد منها يقوم بمهاجرات مذهلة، مسافرة مسافات طويلة للتكاثر، التغذية، أو البحث عن ظروف بيئية مواتية.
التونة الحمراء، سمكة مهاجرة بامتياز، تقوم بعبورات عبر الأطلسي بين المياه المغربية وبحر الكاريبي للتكاثر. السردين، نوع بيلاغي، يقوم بمهاجرات موسمية على طول السواحل المغربية، متبعًا تغيرات درجة الحرارة والغذاء. الأنقليس، سمكة على شكل ثعبان، تهاجر إلى الأعماق البحرية للتكاثر، بعد قضاء حياتها البالغة في المياه الساحلية. أما السلاحف البحرية، مثل سلحفاة كاوان والسلحفاة الخضراء، فهي تستخدم السواحل المغربية كمناطق للتفريخ والتعشيش، بعد مهاجرات طويلة.
هذه المهاجرات للأنواع البحرية تسهم في تنوع وغنى الأنظمة البيئية البحرية المغربية. كما أنها تشكل مصادر غذائية مهمة للمغرب، مضمونة الأمن الغذائي ودخلًا للصيادين. علاوة على ذلك، مراقبة الحيتان، الدلافين، والسلاحف البحرية تجتذب العديد من السياح، مساهمة في الاقتصاد المحلي.
ومع ذلك، الصيد الجائر، تغير المناخ، والتلوث البحري يهددون مهاجرات الأنواع البحرية ويعرضون بقاءها للخطر. وضع خطط للإدارة والحفظ، التعاون الدولي، وتوعية الجمهور ضرورية لضمان حماية مهاجرات البحر واستدامة الموارد البحرية.
في الختام، مهاجرات الأنواع البحرية في المغرب تشكل ظاهرة مثيرة للاهتمام وذات أهمية قصوى للتوازن البيئي والاجتماعي الاقتصادي للبلاد. فهم وحماية هذه المهاجرات تحديات رئيسية لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي للأجيال القادمة.
Location: fnideq - dar chabab
Phone: 00212662209536
Email: younesbaghdidi@gmail.com
Openning hours: 9:00 AM - 5:00 PM